علي بن أبي طالب الذي أوضح للناس معالم القضاء والقدر وحمل الإنسان مسؤولية أفعاله، تصوره أنت في هذه الرواية بأنه جبري يقول بالجبر ويجادل بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا يعني ذلك لو شاء الله أن نصلي لصلينا. علي بن أبي طالب الذي حبه إيمان وبغضه نفاق توصفه أنت بأنه أكثر شئ جدلا. إنه كذب مفضوح لا يوافقك عليه حتى ابن ملجم قاتل الإمام ولا معاوية الذي كان يأمر الناس بلعنه، إنه كذب رخيص ولكنك جنيت من وراءه الكثير إذ أرضيت بذلك حكام زمانك وأعداء أهل البيت فرفعوا قدرك في هذه الدنيا الدنيئة ولكنك أسخطت ربك بهذا الموقف من أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين قسيم الجنة والنار الذي يقف يوم القيامة على الأعراف فيعرف كلا بسيماهم (1) فيقول للنار هذا لي وهذا لك (2).
ولا أدري إن كان كتابك يوم القيامة شبيه بكتابك اليوم الذي يزوق ويجلد وينمق، ليخرج في أبهى حلة عرفها الكتاب.
نعم كبرت على البخاري أن يظهر سيده عمر بن الخطاب تاركا للصلاة المفروضة عندما فقد الماء وبقي على مذهبه ذلك حتى في خلافته فقال: أما أنا فلا أصلي متحديا بذلك القرآن والسنة.
ففتش عند الدجالين الوضاعين فوضعوا له هذا الحديث الذي يتهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه تثاقل فلم يصل صلاة الليل، وعلى فرض واحتمال صحة روايته فلا ضير ولا إثم ولا ذنب على علي لأنها تتعلق