مسلم في صحيحه من كتاب صلاة المسافرين وقصرها في باب الأمر بتعهد القرآن وكراهة قول نسيت أية كذا.
حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل، فقال: يرحمه الله لقد أذكرني آية كذا وكذا كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا.
كما أخرج البخاري رواية أخرى عن علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قارئا يقرأ في الليل في المسجد فقال: يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا أية أسقطتها من سورة كذا وكذا.
ها هو النبي الذي أرسله الله سبحانه بالقرآن وهو معجزته الخالدة والذي كان يحفظه من يوم نزوله عليه جملة قبل نزوله أنجما وقد قال له تعالى: لا تحرك به لسانك لتعجل به، وقال أيضا: وإنه تنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وإنه لفي زبر الأولين [الشعراء: 196].
ولكن الكذابين والدجالين والوضاعين يأبون إلا أن يلصقوا به كل الأباطيل وكل السفاسف والمخاريق التي لا يقبلها عقل ولا ذوق سليم ومن حق المسلمين الباحثين أن ينزهوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أمثال هذه الروايات المزيفة التي ملأت كتب الأحاديث وخصوصا منها المعدودة من الصحاح. فنحن لم نخرج إلا من كتاب البخاري ومسلم اللذين هما عند أهل السنة أصح الكتب بعد كتاب الله وإذا كان هذا شأن الصحاح بخصوص الطعن بقداسة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعصمته فلا تسأل عن باقي الكتب الأخرى. كل ذلك من وضع أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وآله وسلم الذين تزلفوا إلى حكام بني أمية في عهد معاوية وما بعده حتى ملأوا المطامير بالأحاديث المكذوبة والتي يريدون من خلالها الطعن على صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم