السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ٥٠
لرسوله بكم الأرض. ودانت بأسيافكم له العرب. وتوفاه الله إليه وهو عنكم راض. وبكم قرير العين. استبدوا بهذا الأمر دون الناس. فإنه لكم دون الناس..
فأجابوه بأجمعهم. أن قد وفقت في الرأي. وأصبت في القول. ولن نعدو ما رأيت. نوليك هذا الأمر فإنك فينا رفيع. ولصالح المؤمنين رضا.. (1) وتجنبا للصدام مع المهاجرين طرح بعض الأنصار فكرة المشاركة في الإمارة. من الأنصار أمير ومن المهاجرين أمير. وكان رد زعيمهم سعد بن عبادة هذا أول الوهن.. (2) كان هذا هو موقف الأنصار أما موقف المهاجرين فيظهر لنا من خلال تحرك عمر الذي تزعم حركة المهاجرين في مواجهة الأنصار..
يروي النويري أن عمر لما أتاه الخبر ذهب إلى أبي بكر فوجده مشغولا (*).
فأرسل إليه أنه قد حدث أمر لا بد لك من حضوره. فخرج إليه فقال: أما علمت أن الأنصار قد اجتمعت في سقيفة بني ساعدة يريدون أن يولي هذا الأمر سعد بن عبادة. وأحسنهم مقالة من يقول منا أمير ومنكم أمير.
فخرجا مسرعين نحو السقيفة وجمعا في طريقهما عددا من المهاجرين وتنازعوا بين الذهاب، أو حسم الأمر بينهم دون الأنصار. ثم قرروا الذهاب.. قال عمر:
والله لنأتينهم..
وخطب أبي بكر في أهل السقيفة قائلا: إن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أواسط العرب دارا ونسبا.. وصاح أحد الأنصار: منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش..
وارتفعت الأصوات وكثر اللغط. وهنا أصدر عمر قراره لأبي بكر: أبسط يدك

(1) أنظر نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري.
(2) أنظر فتح الباري شرح البخاري ج‍ 7 / 30 وما بعدها وج‍ 13 / 206 وما بعدها وانظر كتب التاريخ.
* لم تكف لنا الروايات ما كان مشغولا به أبو بكر في بيتة بينما الرسول يجهز. للدفن الإمام علي.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة