وتعايش الإمام مع عصر الخليفة الأول والثاني يبرهن به البعض على شرعية هذين العصرين حيث أن الإمام اعترف بشرعيتهما ولم يصطدم بهما..
وفات هؤلاء إن هناك فرق بين التعايش والرضا..
وفات هؤلاء إن الإمام تعايش مع واقع الخلفاء تعايش العالم المتميز.
تعايش العالم المدرك لحقائق الأمور حيث أنه قد نبأ من قبل الرسول (صلى الله عليه وسلم) بتصورات الأحداث من بعده.
والبون شاسع بين من يفاجأ بظهور انحراف من جهة لم يكن يتوقع الانحراف منها. وبين من لعلم بحدوث هذا الانحراف مسبقا..
ومن بين الروايات التي تؤكد علم الإمام بهذه الحوادث.. قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): يا علي. قاتلت على التنزيل وأنت تقاتل على التأويل.. (23).
أي أن الرسول قاتل المشركين الذين كفروا بما أنزل عليه ورفضوا الاعتراف بنبوته أما علي فسوف يقاتل المنتسبين لهذا الدين من المنافقين والمارقين الذين يؤولون النصوص ويستندوا إلى هذا التأويل في تبرير الانحراف والفساد ونسبته إلى الدين..
وقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): يأتي على الناس زمان يكون فيه حداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون بقول خير البرية ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. لا يجاور إيمانهم حناجرهم تحقر صلاتك خلف صلاتهم إذا وجدتموهم فاقتلوهم.. (24) وقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش. قال أبو هريرة الرواي إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان.. (26)