الإمامة وأهل البيت - محمد بيومي مهران - ج ٢ - الصفحة ٢٧٢
المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سدوا الأبواب إلا باب علي فتكلم بذلك الناس، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي، وقال فيه قائلكم: والله ما سددته، ولا فتحته، ولكني أمرت فاتبعته.
وفي رواية عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، وعنده قوم جلوس، فدخل علي كرم الله وجهه، فلما دخل خرجوا، فلما خرجوا تلاوموا فقالوا: والله ما أخرجنا إذ أدخله، فرجعوا فدخلوا، فقال:
والله ما أنا أدخلته وأخرجتكم، بل الله أدخله وأخرجكم.
قال أبو عبد الرحمن: هذا أولى بالصواب (1).
وفي رواية ثالثة عن عبد الله بن شريك عن الحرث بن مالك قال: أتيت بمكة، فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت له: سمعت لعلي منقبة، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآل علي، قال: فخرجنا، فلما أصبح أتاه عمه فقال: يا رسول الله، أخرجت أصحابك وأعمامك، وأسكنت هذا الغلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا أمرت بإخراجكم، ولا بإسكان هذا الغلام، إن الله هو أمر به.
قال قطر عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن أرقم عن سعد: أن العباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: سددت أبوابنا، إلا باب علي، فقال: ما أنا فتحتها، ولا أنا سددتها (2).
وفي رواية رابعة عن أبي مليح عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال:
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأبواب المسجد فسدت، إلا باب علي رضي الله عنه، فكان يدخل المسجد وهو جنب، وهو طريق ليس له طريق غيره (3).

(1) تهذيب الخصائص ص 36 - 37.
(2) تهذيب الخصائص ص 37.
(3) تهذيب الخصائص ص 38.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»
الفهرست