وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين عليهما السلام: أن أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله، علي بن أبي طالب عليه السلام، وقال علي، عند مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وقت نفسي خير من وطأ الحصى * ومن طاف البيت العتيق والحجر رسول إله خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول الإله من المكر وبات رسول الله في الغار آمنا * موقى وفي حفظ الإله وفي ستر وبت أراعيهم ولم يتهمونني * وقد وطنت نفسي على القتل والأسر (1) وروى الإمام أحمد في المسند بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى: (وإذ يمكر الذين كفروا ليثبتوك...) قال: تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم:
إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق - يريدون النبي صلى الله عليه وسلم - وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل اخرجوه، فاطلع الله عز وجل نبيه على ذلك، فبات علي عليه السلام، على فراش النبي صلى الله عليه وسلم، تلك الليلة، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا، يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليا، رد الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتفوا أثره، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم، فصعدوا في الجبل، فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل هاهنا، لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال (2).
ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه، والهيثمي في مجمعه وقال: رواه أحمد والطبراني (3).