أما أنت يا زبير، فوعق لقس (1)، مؤمن الرضا، كافر الغضب، يوما " إنسان ويوما " شيطان، ولعلها لو أفضيت إليك ظلت يومك تلاطم بالبطحاء على مد من شعير.
أفرأيت إن أفضيت إليك، فليت شعري من يكون للناس يوم تكون شيطانا " [ومن يكون للناس يوم تغضب؟!]، وما كان الله ليجمع لك أمر هذه الأمة وأنت على هذه الصفة (2).
ثم أقبل على طلحة، وكان له مبغضا " منذ قال لأبي بكر يوم موته ما قال في عمر (3)، فقال له: أقول أم أسكت؟ قال: قل، فأنت لا تقول من الخير شيئا "! قال:
أما إني أعرفك منذ أصيبت إصبعك يوم أحد، و [البأو] (4) الذي حدث لك، ولقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله ساخطا " عليك بالكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب (5).
قال الجاحظ: [الكلمة المذكورة] إن طلحة لما أنزلت آية