وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه " (1).
وألا يشاركه هذا السلطان أحد من البشر وإلا كان الشرك والكفر.
" أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ينزل به الله " (2).
ورد الشرع إلى الله ابتداء لا يعني الجمود عن الاجتهاد فيما سكت عنه الشرع رحمة بنا غير نسيان، أو فيما جاء ظني الدلالة، وذاك أمر الله إلينا " ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم (3) ".
والاجتهاد وإن لم يكن شرعا ابتداء إلا أنه شرع ابتناء لا ابتداء أي استمدادا من شرع الله واستنباطا منه ومن ثم ففي ظل دائرة الاجتهاد نحن كذلك في ظلال الشرعية الاسلامية.
الشرط الثاني: أن تكون شريعة الله هي العليا:
وشريعة الله لا تكون عليا إلا حين لا تكون معها شريعة أخرى ولا تكون فوقها شريعة أخرى وليست الشريعة كما أشرنا من قبل - قاصرة على مجال الأحكام وإنما تمتد إلى كل المجالات وتشمل جميع الأنشطة.
ولقد حرص الكتاب على التنويه بجعل شريعة الله هي العليا في أكثر من موضع فقوله تعالى " وكلمة الله هي العليا " (4) تعني أن تكون شريعة الله هي العليا لأن لفظة كلمة اسم جامع لكلمات الله وبكلماته نزلت شريعته.
وقول رسول الله صلى الله عليه و (آله) وسلم " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " (5) تعني نفس الشئ.