نفحات الأزهار - السيد علي الميلاني - ج ٩ - الصفحة ١٢٤
وليه) (1).
وفي (كنز العمال) عن ابن جرير: (إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت وليه فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) (2).
ومن الواضح أن المراد من كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم (وليا) هو كونه (متولي أمور المسلمين والمتصرف فيها) كما عرفت من كلام ابن حجر حيث حمل حديث: (من كنت وليه) على (المتصرف في الأمور) وقال العزيزي بشرح:
(أنا ولي المؤمنين) قال: (أي متولي أمورهم) (3).
وإذ كانت ولاية الله والرسول بمعنى (ولاية الأمر) فكذا ولاية أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.
وأيضا: قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح الذي أخرجه الطبراني والحكيم الترمذي: (وأنا أولى بهم من أنفسهم) يفسر قوله: (وأنا مولى المسلمين).
فظهر أن المراد من (مولى المؤمنين) كونه أولى بالمؤمنين من أنفسهم. وقد عرفت سابقا أن أولويته بالمؤمنين من أنفسهم تستتبع وجوب إطاعته. قال القسطلاني بشرح حديث أبي هريرة: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مؤمن إلا وأنا أولى...) قال: (ويترتب على كونه أولى بهم من أنفسهم أنه يجب عليهم إيثار طاعته على شهوات أنفسهم وإن شق ذلك عليهم وأن يحبوه أكثر من محبتهم لأنفسهم...) (4).
وقال بشرحه في كتاب الفرائض: (أي أحق بهم في كل شئ من أمور الدين

(١) تاريخ ابن كثير ٥ / ٢٠٩.
(٢) كنز العمال ١٥ / ٩١.
(٣) السراج المنير بشرح الجامع الصغير ١ / 320.
(4) إرشاد الساري - شرح صحيح البخاري - كتاب الاستقراض.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست