نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٢٢٨
الرضا بالإضافة إلى ما ورد من أسباب في المصادر التاريخية وأحسن مرجع في هذا الباب من المصادر الامامية كتاب عيون أخبار الرضا للصدوق.
فقد ذكر الصدوق أن السبب الذي دفع المأمون للبيعة للرضا وذلك لأنه كان يعتقد أن الرضا يدعو إلى نفسه في السر فأراد أن يجعله ولي عهده ليتعرف بالخلافة والملك له وليعتقد فيه المفتونون به أنه ليس مما ادعى في قليل ولا كثير وأن هذا الأمر لهم دونه (العباسيين) (1).
وهكذا كان الخلفاء العباسيون يعتقدون أن الأئمة يدعون إلى أنفسهم ويطلبون الخلافة ولو لم يخرج منهم أحد لاتخاذهم الجانب السلبي تجاه الأحداث السياسة بعد أن رأوا أن لا جدوى من خروجهم. إلا أن الظاهر أن خوف الخلفاء العباسيين كان من أتباع الأئمة الذين اعتقدوا إمامتهم ولم يعترفوا بشرعية الحكم للعباسي.
كما أن منزلة الأئمة وما يتمتعون به من احترام قد أثار خوف العباسيين يدل على ذلك ما رواه الكليني عن الرضا بعد قبوله ولاية العهد، فكان يقول: والله ما زادني هذا الأمر الذي دخلت فيه من النعمة عندي شيئا ولقد كنت بالمدينة وكتابي ينفذ في المشرق والمغرب ولقد كنت أركب حماري وأمر في سكك المدينة وما بها أعز مني وما كان بها أحد منهم يسألني حاجة يمكنني قضاؤها إلا قضيتها له (2 .
فلذلك كما يعتقد الصدوق أن المأمون جعل له ولاية العهد من بعده ليرى الناس أنه راغب في الدنيا فيسقط محله من نفوسهم (3).
كما يذكر الصدوق أن المأمون إنما فعل ذلك إشارة بما أملاه الفضل ابن سهل على المأمون أن يتقرب إلى الله عز وجل وإلى رسوله بصلة رحمه بالبيعة بالعهد لعلي بن موسى الرضا ليمحو بذلك ما كان من أمر

(١) الصدوق: عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٧٠.
(٢) الكليني: الكافي ج ٨ ص ١٥١.
(3) الصدوق: عيون أخبار الرضا ج 2 ص 239.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298