الحال اختلف أيام المتوكل فقد اشتد في معاملة العلويين وقد بينا الأساليب التي اتخذها المتوكل في معاملة العلويين ونتيجة لذلك فقد تعرض علي الهادي للسعايات التي وجدت أذانا صاغية من المتوكل فيذكر اليعقوبي أنه استقدم علي الهادي من المدينة إلى سر من رأي بعد أن وصلته الأخبار بأن هناك قوما يقولون أنه الإمام فلما وصل إلى الياسرية تلقاه إسحاق بن إبراهيم فرأى تشوق الناس إليه واجتماعهم لرؤيته دخل به في الليل فأقام ببغداد ثم ذهب إلى سامراء، ثم لا يذكر بعد ذلك عنه شيئا (1).
أما المسعودي فيذكر أنه قد قيل للمتوكل إن في منزله (علي الهادي) سلاحا وكتبا من شيعته فلما ذهب الرسول لم يجد من ذلك شيئا ووجد أبو الحسن متوجها إلى ربه يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد فجئ به إلى المتوكل وهو في مجلس الشراب فأعظمه وأجلسه إلى جنبه ورده إلى منزله سالما (2).
وقد تبدلت سياسة العباسيين تجاه الشيعة أيام المنتصر فلم يسئ للعلويين ثم ملك المستعين ولا تذكر المصادر شيئا عن العلاقة بين الإمامية والمستعين، وقد توفي علي الهادي أيام المعتز سنة 254 ه (3).
وقد انتقلت إمامة الشيعة الإمامية بعد علي الهادي إلى ابنه الحسن بن علي العسكري وقد عاصر المعتز والمعتمد.
ولا ترد أخبار الحسن العسكري في المصادر التاريخية سوى إشارات قليلة ولكن أخباره مع العباسيين ترد في المصادر الإمامية.
ويبدو أن الفترة التي عاشها الحسن العسكري قد امتازت بالشدة معاملة العلويين بما فيهم الزيدية والإمامية (4)، لذلك تجمع المصادر الإمامية أن الحسن العسكري قد حبس في زمن المعتمد واشتد في