معاملته (1).
وتوفي الحسن العسكري سنة 260 ه في خلافة المعتمد وقد تنازع الشيعة بعد وفاة الحسن العسكري واختلفوا فيمن يخلفه فيذكر المسعودي أن الحسن العسكري هو والد المهدي المنتظر والإمام الثاني عشر عند القطعية من الإمامية وهم جمهور الشيعة وقد تنازع هؤلاء في المنتظر من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وافترقوا عشرين فرقة (2).
أما المصادر الإمامية فتذكر لما توفي الحسن العسكري، خلفه ابنه المنتظر لدولة الحق ، وكان قد أخفي مولده وستر أمره لصعوبة الوقت وشدة طلب سلطان الزمان له واجتهاده في البحث عن أمره ولما شاع من مذهب الإمامية وعرف من انتصارهم له فلم يظهر ولده في حياته ولا عرفه الجمهور بعد وفاته (3). لذلك لم يره إلا الخواص من شيعته (4).
وسيأتي الكلام عن المهدي المنتظر في الفصل الخامس لأن هذا يدخل في باب العقائد.
وهكذا نجد أن الشيعة الإمامية التزمت الجانب السلبي في الصراع مع العباسيين واتقت السلطان فلم يدع أحد منهم إلى الخروج عليه فكانت إمامتهم إمامة روحية وقد كثر أتباعهم ومن بأمرهم ولعل هذا كان مصدر قلق وخوف للعباسيين فكان ما كان في معاملة الأئمة وأتباعهم.