حسبك يا أبا عبد الله (1).
وكما تعرض العباسيون للصادق كذلك تعرضوا لاتباعه وشيعته ومنهم المعلى بن خنيس فقد قتل في أيام المنصور قتله داود بن علي وكان من أخلص أتباع الصادق ومن الفقهاء في أيامه فيروي الكشي انه حينما أراد داود قتله طلب منه أن يخرجه إلى الناس لأن له دينا كثيرا ومالا فلما أخرجه إلى الناس قال يا أيها الناس أنا معلى بن خنيس فمن عرفني فقد عرفني اشهدوا أن ما تركت من مال أو عين أو دين أو أمة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد، فشد عليه صاحب شرطة داود فقتلته (2).
وقد أحفظ هذا العمل الصادق إلى درجة أنه لم يسكت وإنما ذهب إلى داود بن علي هو وابنه إسماعيل فقال: يا داود قتلت مولاي وأخذت مالي فقال: ما أنا قتلته ولا أخذت مالك: فقال: والله لأدعون الله على من قتل مولاي وأخذ مالي قال ما قتلته ولكن قتله صاحب شرطتي فقال: بإذنك أو بغير إذنك؟ فقال: بغير إذني. فقال: يا إسماعيل شأنك به قال فخرج إسماعيل والسيف معه حتى قتله في مجلسه (3).
وهكذا عاش الصادق وشيعته هدفا للعباسيين بالرغم من أنه لم يكن من رأيه طلب خلافته وإنما كان سائرا على طريق إحياء العلوم (4)، فقد ذكر المفيد ونقل الناس عنه (الصادق) من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في البلدان ولم ينقل عن أهل بيته العلماء ما نقل عنه ولا لقي أحد منهم من أهل الآثار ونقلة الأخبار ولا نقلوا عنهم كما نقلوا عن أبي عبد الله فإن أصحاب الحديث قد جمعوا أصحاب الرواة عنه من الثقات على