خراسان هما اضطراه لاتخاذ هذه الخطة (1).
ويرى جبريالي أن سبب ذلك لأن المأمون كان له ميل عاطفي ديني سابق للعلويين ، إلا أن هذا الميل ظهر بصورة فجائية ولأول مرة في الحقل السياسي في البيعة للرضا (2).
ويبدو مما ترويه بعض المصادر التاريخية أن علي بن موسى الرضا لم يقبل البيعة في أول الأمر وإنما تردد في قبولها فيذكر المسعودي ثم كتب إليه وسأله القدوم ليعقد له الأمر فامتنع عليه ثم كاتبه في الخروج وأقسم عليه (3).
ويذكر الأصفهاني أن المأمون هدد الرضا بقبول البيعة قائلا: لا بد من قبولك ما أريد فإني لا أجد محيطا عنه، ان عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة أحدهم جدك... وشرط فيمن خالف أن تضرب عنقه (4).
ويروي الدوري أن إجبار المأمون الرضا على البيعة لأنه كان مرغما على مجاراة الخراسانيين كما أنه أراد أن يسير خطوة جديدة في إحياء حكم العدل الذي وعد به الخراسانيين فلذلك قال: إنه اختار للخلافة خير ما يصلح لها من بني هاشم (5 .
ويبدو أن المأمون تساهل مع العلويين رغبة في كسب ودهم وأراد تصفية الجو المتوتر الذي خلقته سياسة أبيه مع العلويين كما أنه أراد القضاء على تذمر العلويين وثوراتهم فبايع للرضا.
أما المصادر الإمامية فتعطي أسبابا أخرى دفعت المأمون لمبايعة