وأمر معاوية بلعن علي على المنابر (1). ونادى مناديه وكتب بذلك إلى عماله ألا برئت الذمة ممن روى حديثا في مناقب علي وأهل بيته وقامت الخطباء في كل كورة ومكان على المنابر بلعن علي بن أبي طالب والبراءة منه (2).
كما كتب معاوية كتابا إلى ابن عباس يأمره بالكف عن ذكر مناقب علي وأهل بيته (3).
وكانت الكوفة مركزا للشيعة، وقد لاقي الشيعة الاضطهاد في فترة تولي زياد على الكوفة وكان زياد عامل علي بن أبي طالب على فارس فلما صار الأمر إلى معاوية كتب إليه يتهدده ثم عفا عنه وولاه البصرة والكوفة (4).
وقد طارد زياد الشيعة وعاملهم بقسوة حتى قيل: إن أول ذل دخل الكوفة موت الحسن بن علي وقتل حجر بن عدي ودعوة زيادة (5).
واستمر شيعة علي على إخلاصهم ووفائهم حتى أن معاوية كان يعجب من وفائهم فكان يقول: والله لوفاؤكم له بعد موته أكثر من إخلاصكم له في حياته (6 .
وأثارهم معاوية بمختلف الوسائل ولكنهم جابهوه بشدة ووقفوا بوجهه.
ج - وقام الشيعة بأول حركة ضد معاوية وهي حركة حجر بن عدي الكندي وأصحابه وكانوا من الناقمين على زياد والي الكوفة، فأخذ زياد حجرا وثلاثة عشر رجلا من أصحابه، وكانت التهمة الموجهة إليهم أنهم