ويفند الطوسي رأي القائلين بإمامة زيد بقوله أنه لم يكن منصوصا عليه (1).
وكان لظهور زيد أثر كبير على تطور الإمامة فقد تبعه جماعة وخرجوا عن إمامة محمد الباقر وقالوا: إن الإمامة صارت بعد مضي الحسين في ولد الحسن والحسين فهي فيهم خاصة دون سائر ولد علي بن أبي طالب وهم كلهم فيها شرع سواء من قام منهم ودعا إلى نفسه فهو الإمام المفروض الطاعة بمنزلة علي بن أبي طالب واجبة إمامته... ومن ادعى الإمامة وهو قاعد في بيته مرخي عليه ستره فهو كافر مشرك (2).
وقد تبنى هذه الآراء فيما بعد أبناء الحسن وساروا عليها فالتزموا الثورة على السلطان، فظهر خط جديد وهو الخط الزيدي الذي لعب أتباعه دورا كبيرا في العصر العباسي الأول.
وقد استمر قسم كبير من الشيعة على القول بإمامة محمد الباقر حتى توفي سنة 114 ه (3).
فنلاحظ أن هناك جماعة التزمت السير بخط واحد فبدأت بإمامة علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم أولاد الحسين، وهذه الجماعة تهمنا لأنها تكون البذرة الأولى للشيعة الإمامية التي تقول بإمامة علي بن أبي طالب وأبنائه وأن الإمامة مقصورة على اثنى عشر إماما، ولكن يبدو أن فكرة الإمامة لم تكن مستقرة في هذه الفترة بدليل ظهور الاختلافات والفرق العديدة.
2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة:
لقد قاد المختار بن أبي عبيد الثقفي حركة الشيعة في الكوفة بعد فشل التوابين وقد ادعى أن محمد بن الحنفية أمره بذلك، وأنه الإمام بعد أبيه لأنه كان صاحب راية أبيه يوم البصرة (4).