ويبدو من الأساليب التي اتخذها الرشيد في قضية قتل موسى بن جعفر أنها سبيل آخر من سياسة المخادعة التي اتبعها مع العلويين.
ولما مات موسى بن جعفر سنة 183 ه (1)، انتقلت الإمامة إلى ابنه علي بن موسى الرضا، وكانت إمامته أيام المأمون المتسامحة مع العلويين.
ولقد قام المأمون بعمل انفرد به وهو تقديم علي بن أبي طالب على العباس بن عبد المطلب وهذا شئ غريب بالنسبة للعباسيين فقد ذكر طيفور أن السندي بن شاهك دخل على الفضل بن سهل متعجبا بعد أن سمع أن المأمون قدم علي بن أبي طلب على العباس وكان يقول: ما ظننت أني أعيش حتى أسمع عباسيا يقول هذا فقال له الفضل: تعجب من هذا؟ هذا والله ما كان قول أبيه قبله (2) ولكن لم نجد أحدا من الخلفاء العباسيين صرح بتفضيل علي سوى المأمون. وقد قام المأمون بالبيعة لعلي بن موسى الرضا وجعله ولي عهده وتروي المصادر التاريخية قصة بيعة المأمون للرضا.
فاليعقوبي يذكر أن المأمون استقدم علي الرضا من المدينة إلى طوس سنة 201 ه وبايع له وألبس الناس الخضرة مكان السواد ودعا للرضا على المنابر وضرب الدنانير والدراهم باسمه (3).
واليعقوبي يكتفي بهذا ولا يوضح سبب البيعة للرضا.
أما الطبري فيذكر أن السبب الذي دعا المأمون لمبايعة الرضا لأنه لم يجد أحدا أفضل ولا أورع ولا أعلم منه في بني العباس وبني علي وسماه الرضا من آل محمد (4).
أما ابن طباطبا فيقول عن المأمون: ومن اختراعاته نقل الدولة من