خالفوا الجماعة في لعن أبي تراب وزوروا على الولاة فخرجوا بذلك على الطاعة (1).
وكتب زياد إلى معاوية إن طواغيت من هذه الترابية السبأية رأسهم حجر بن عدي خالفوا أمير المؤمنين وفارقوا جماعة المسلمين... (2).
وهنا نلاحظ أن زيادا يسمي الشيعة الترابية والسبأية، فالترابية مأخوذة من كنية علي أبو تراب التي كناه بها النبي وكانت من أحب الكنى له (3) ولكن الأمويين اعتبروها منقصة لعلي فأكثروا من ذكرها.
أما السباية فهم من أصحاب عبد الله بن سبأ، والسبأية غير الشيعة وحجر وأصحابه من مخلصي الشيعة فلا يمكن عدهم من السبأية.
وقد احتار معاوية في أمر حجر وأصحابه فأشار عليه زياد أن يقتلهم فقتلهم بمرج عذراء (4).
ولكن يبدو ان معاوية ندم بعد قتلهم سيما بعد أن لامته عائشة وكان يقول: ما أعد نفسي حليما بعد قتلي حجرا وأصحاب حجر (5).
وبعد مقتل حجر وأصحابه سكتت الشيعة خوفا من الاضطهاد والقتل بعد أن صار شعار الأمويين لا صلاة إلا بلعن أبي تراب (6).
ويمكن أن يفسر سكوتهم بأنهم كانوا يتقون الأمويين ولم تكن لهم طاقة بمواجهتهم ، إلا أن الوضع لم يستمر على هذه الحال.
د - ولما توفي معاوية خلفه ابنه يزيد فأمر الوليد بن عتبة واليه على المدينة أن يأخذ له البيعة من أهل المدينة ومن الحسين بن علي وعبد الله ابن الزبير وكان أبوه لم يكرههم على البيعة، فامتنع الحسين عن البيعة