ويتضح لنا مما مر من الروايات التاريخية أن الشيعة أصبحت بعد خروج التوابين حزبا سياسيا واضح المفهوم فكان يقال الشيعة وشيخ الشيعة فيعرف مدلولهما (1 .
ولما كانت حركة التوابين دعوة للثأر من قتلى الحسين كان المفروض أن تلاقي تأييدا من كل الشيعة لا سيما بعد أن كثر عدد الشيعة كما رأينا وأن يكتب للحركة النجاح، لكن الحركة الشيعية قد تعرضت لتأثيرات مختلفة منها تأثير السلطة الأموية، وأناس عدوا من الشيعة ولكنهم كما يبدو قد جعلوا مصلحتهم الشخصية فوق ما اعتقدوه، فكل هذه الأمور أدت إلى فشل هذه الحركة بالرغم من كثرة مؤيديها.
و - وقد تزعم المختار بن أبي عبيد الثقفي الشيعة المطالبين بثأر الحسين بعد فشل حركة التوابين.
وقد ولد المختار في السنة التي هاجر فيها رسول الله من مكة إلى المدينة وكان مع أبيه حين وجهه عمر بن الخطاب إلى العراق وأقام مع عمه في المدائن وكان واليا عليها من قبل علي بن أبي طالب، وكان المختار عند الشيعة عثمانيا، فلما قدم مسلم بن عقيل الكوفة نزل دار المختار وكان فيمن بايع مسلما سرا (2).
واختلف الآراء في حركة المختار والمختار نفسه فمنهم من قال أنه دعا للثأر من قتلة الحسين وأن هذا غرضه من الثورة، ويقال أن المختار لما أراد الذهاب إلى الكوفة أتى ابن الحنفية وأخبره أنه خارج للطلب بدمائهم والانتصار لهم فسكت ابن الحنفية ولم يأمره ولم ينهه، وقيل أنه قال له اني لأحب أن ينصرنا الله ويهلك من سفك دماءنا ولست آمن بحرب ولا إراقة دم (3).
أما الدينوري فيرى أن المختار إنما قام بهذه الحركة طلبا لمصلحة