وقد انتهي أمر أبي الخطاب فقد قتل مع سبعين شخصا من أتباعه بالكوفة قتله عيسى بن موسى عامل الكوفة بعد أن بلغه أن أبا الخطاب وأتباعه أظهروا الإباحات (1).
وهكذا كانت الإمامة لا تزال غير مستقرة على خط معين، إلا أن الشيعة التي قالت بإمامة جعفر الصادق ظلت ثابتة على إمامته حتى أشار إلى إمامة ابنه إسماعيل، ويبدو أن إسماعيل كان على صلة بأبي الخطاب وأتباعه فقد روى الكشي عن المفضل بن عمر الجعفي وكان خطابيا أن الصادق قال له: يا كافر يا مشرك مالك ولا بني يعني إسماعيل بن جعفر وكان منقطعا إليه يقول فيه مع الخطابية، كما أن الصادق قال لإسماعيل: أيت المفضل وقل له يا كافر يا مشرك ما تريد إلى ابني تريد أن تقتله (2).
ويذكر لويس إن الكنية (أبو إسماعيل) التي يضيفها الكشي على أبي الخطاب إنما تشير إلى إسماعيل بن جعفر وأن أبا الخطاب كان المتبني لإسماعيل والأب الروحاني له (3).
ويناقش المفيد إمامة إسماعيل ويرى أن الصادق لم ينص على إمامته وإنما اعتقد الناس بها لكونه أكبر أولاد أبيه ولما رأوا من تعظيمه إياه (4).
ويقول لويس: ومن هذا كله نستطيع أن نستنتج مؤيدات قوية للفرضية القائلة بأن إسماعيل كان ذا صلة وثيقة بالأوساط المتطرفة والثورية التي أوجدت الفرقة المسماة باسمه وبأن عزل جعفر له كان لهذه الصلة (5).