بإمامته، ثم أن أبا ذر وسلمان قالا بالآراء المذكورة قبل أن يتولى على رئاسة المسلمين السياسية لأنهما لم يدركا خلافته. فهما والحالة هذه من أشهر المعتقدين بالتشيع الروحي لعلي.
ومن الأدلة على ظهور التشيع السياسي في خلافة علي هو أن اصطلاح (شيعة على) أي أنصاره بقي شائع الاستعمال. وكان الاصطلاح المذكور يعني الحزب أو المناصرين. وذات مرة دخل علي (ع) على عائشة في البصرة ومعه شيعته من همدان. (1) ولعل ذلك يعود إلى أن عليا بويع خليفة للمسلمين، بما فيهم شيعته. وكان الذين أسهموا في حروبه مع خصومه يتكونون من شيعته ومن غيرهم.
يضاف إلى ذلك أن عليا أثناء خلافته كان يستعمل غالبا كلمة (مسلمين) بدلا من (شيعة) حين يخاطب أنصاره وذلك لوجود مسلمين بينهم من غير شيعته.
أما رأي المفكر الإسلامي الكبير السيد محمد باقر الصدر بهذا الصدد، فالتشيع إذن لا يمكن أن يتجزأ إلا إذا فقد معناه كأطروحة لحماية مستقبل الدعوة بعد النبي وهو مستقبل بحاجة إلى المرجعية الفكرية والزعامة السياسية للتجربة الإسلامية معا. وقد كان هناك ولاء واسع النطاق للإمام علي في صفوف المسلمين باعتباره الشخص الجدير بمواصلة دور الخلفاء الثلاثة في الحكم وهذا الولاء هو الذي جاء به إلى السلطة عقيب مقتل عثمان ولكن هذا الولاء ليس تشيعا روحيا ولا سياسيا وإنما التشيع الروحي والسياسي داخل إطاره فلا يمكن أن نعتبره مثالا على التشيع المجزأ.
كما أن الإمام كان يتمتع بولاء روحي وفكري من عدد من كبار