كانت له الرياسة الروحية الرمزية على العالم السني. فبناءه قبر سلمان إجلالا لذكراه، لفتة دينية لها عميق مغزاها، وهي تؤكد اشتراك المسلمين (السنة والشيعة) في الاعلاء من شأن سلمان (رض)، والتقائهما في صنيع واحد هو اعتزازهما بهذا التقي النقي صاحب المكانة التي لا تدانيها مكانة في الصميم في قلوب المسلمين واجتماعهم على محبته وإجلاله والتماس بركته مظهر من مظاهر وحدتهم. فقبره مزار الشيعة يزورونه منصرفهم من كربلاء.
وسلمان الصحابي عند أهل السنة لا يبلغ مبلغه من منزلته عند الشيعة، لأنه لديهم أول الأركان الأربعة: وهم سلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمار بن ياسر، وقد نص أبو حاتم الرازي على تشيعه في سلمان (رض) سماه (نفس الرحمن في أحوال سلمان). وسلمان (رض) هو أحد الذين اعترضوا على الخليفة الأول توليه خلافة المسلمين وخاطبه وأعذره: (يا أبا بكر إلى من تسند أمرك إذا نزل بك القضاء وإلى من تفزع إذا سئلت عما لا تعلم ومن القوم من هو أعلم منك وأقرب من رسول الله (ص) قرابة وقدمه في حياته قد أوعز إليكم وتركتم أمره وتناسيتم وصيته فعما قليل يصفو إليكم الأمر حين تزوروا القبور وقد أثقلت ظهرك في الأوزار لو حملت إلى قبرك لندمت على ما قدمت ولو راجعت الحق وأنصفت أهله لكان ذلك نجاة لك يوم تحتاج إلى عملك وتفرد في حفرتك بذنوبك عما أنت له فاعل وقد سمعت كما سمعنا ورأيت كما رأينا فلم يردعك ذلك عما أنت له فاعل فالله الله في نفسك فقد أعذر من أنذر) (1) ولذلك استنكر الجاحظ من سلمان (2) أن يقول: (كردند