السؤال: ما هو الجديد الطارئ في آراء أبي ذر على الإسلام؟ أفليس من تعاليم الإسلام أن للفقراء حقوقا على الأغنياء وأن المسلمين سواء وأن كانزي الذهب والفضة إنما يكنزون ما تكوى به جباههم وجنوبهم وظهورهم في جهنم، كما تقول الآية القرآنية؟
فأي جديد مزدكي على المسلمين في هذه الآراء التي حملها أبو ذر ودافع عنها وهو إنما يدفع بذلك شر الذين حاربهم الإسلام وأنذرهم بنار جهنم!
ثم ما الذي يعوزه رجل كأبي ذر كان رابع المسلمين وصاحب النبي ورفيق الخليفتين الأولين ورأس شيعة على لكي يدرك أن المال للجماعة يعيشون به لا للأفراد يكنزونه وأن هذا المبدأ حق وواجب وما الذي يعوزه رجل كأبي ذر يدرك أن مال الجماعة قد استأثرت به القلة القليلة في عهد عثمان وإن للجور دولة وسلطانا وأن الإسلام غير هذا فعلى المسلمين أن يغيروا في أرضهم أشياء؟.
وأخيرا، هل كان أبو ذر بحاجة إلى عبد الله بن سبأ لأن يدله ويدل المسلمين على أن عثمان سلك طرق القياصرة والأباطرة في إيثار أقاربه وأنصاره بالحكم والنفوذ والمال، فيدرك أبو ذر أن الحاكمين قد ضلوا ويدرك المسلمون أنهم محرومون مغبونون، فيثور الغفاري ويثور معه الناس؟!
لقد فطن هؤلاء المؤلفون لعبد الله بن سبأ والمزدكية، ولم يفطنوا لأبي ذر والإسلام. وهالهم تأليب ابن السوداء الناس على الأئمة فراحوا يجدون فيه سبب النقمة على عثمان، ولم يهلهم ما أنكره المسلمون على عثمان وما ينكره كل شعب على كل حاكم في كل