العلم إلى الله تعالى لما سئل: هل أحد أعلم منك؟ (1) بما حكاه الله عنهما من الآيات (2) المؤذنة بغاية الذل من موسى (عليه السلام) وغاية العظمة من الخضر (عليه السلام) (3).
وقال الشهيد الثاني في موضع آخر:
وعن مالك بن أنس أنه سئل عن ثمان وأربعين مسألة، فقال في اثنتين وثلاثين منها: لا أدري. وفي رواية أخرى: أنه سئل عن خمسين مسألة، فلم يجب في واحدة منها. وكان يقول: من أجاب في مسألة فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنة والنار وكيف خلاصه، ثم يجيب.
وسئل يوما عن مسألة فقال: لا أدري. فقيل: هي مسألة خفيفة سهلة! فغضب وقال: ليس من العلم شيء خفيف، أما سمعت قول الله تعالى: (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) (4). فالعلم كله ثقيل.
وعن القاسم بن محمد بن أبي بكر (5) أحد فقهاء المدينة - المتفق على علمه وفقهه بين المسلمين - أنه سئل عن شيء فقال: لا أحسنه، فقال السائل: إني جئت إليك لا أعرف غيرك! فقال القاسم: لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي،