فقصارى أمرنا الآن أن نبرأ منهم ونلعنهم، وليكون ذلك عوضا عن القتال الذي لا سبيل لنا إليه.
قال هذا المتكلم: على أن النظام وأصحابه ذهبوا إلى أنه لا حجة في الإجماع، وأنه يجوز أن تجتمع الأمة على الخطأ والمعصية، وعلى الفسق، بل على الردة، وله كتاب موضوع في الإجماع يطعن فيه في أدلة الفقهاء، ويقول: إنها ألفاظ غير صريحة في كون الإجماع حجة، نحو قوله: * (جعلناكم أمة وسطا) * (1) وقوله: * (كنتم خير أمة) * (2) وقوله: * (ويتبع غير سبيل المؤمنين) * (3).
وأما الخبر الذي صورته: " لا تجتمع أمتي على الخطأ " (4) فخبر واحد، وأمثل دليل للفقهاء قولهم: إن الهمم المختلفة، والآراء المتباينة، إذا كان أربابها كثيرة عظيمة، فإنه يستحيل اجتماعهم على الخطأ، وهذا باطل باليهود والنصارى وغيرهم من فرق الضلال.
هذه خلاصة ما كان النقيب أبو جعفر علقه بخطه من الجزء الذي أقرأناه (5).