مناظرات في العقائد والأحكام - الشيخ عبد الله الحسن - ج ١ - الصفحة ١٤٧
المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود، وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الإنذار فذكره لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فهذه واحدة.
والآية الثانية في الاصطفاء قوله عز وجل: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * (1) وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد إلا معاند ضال لأنه فضل بعد طهارة تنتظر، فهذه الثانية.
وأما الثالثة فحين ميز الله الطاهرين من خلقه فأمر نبيه بالمباهلة بهم في آية الابتهال فقال عز وجل: يا محمد * (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) * (2) فبرز النبي (صلى الله عليه وآله) عليا والحسن

(١) سورة الأحزاب: الآية ٣٣.
(٢) سورة آل عمران: الآية ٦١.
فقد أجمع الجمهور على أن هذه الآية الشريفة نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وذلك لما أراد المباهلة مع نصارى نجران.
راجع: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: ج ١ ص ١٥٥ - ١٦٦ ح ١٦٨ - ١٧٦، المستدرك للحاكم: ج ٣ ص ١٥٠، أسباب النزول للواحدي: ص ٥٨ - ٥٩، صحيح مسلم: ج ٤ ص ١٨٧١ ح ٣٢، سنن الترمذي: ج ٥ ص ٢١٠ ح ٢٩٩٩، إحقاق الحق للتستري:
ج 3 ص 46 - 62.
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست