مناظرات في العقائد والأحكام - الشيخ عبد الله الحسن - ج ١ - الصفحة ١٤٦
رد المخاطبة في أثر هذه إلى سائر المؤمنين فقال: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * (1) يعني الذي قرنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهما فقوله عز وجل: * (أم يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) * يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين فالملك هنا هو الطاعة لهم.
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله عز وجل الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا - عليه السلام -: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا وموضعا.
فأول ذلك قوله عز وجل: * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * (2) ورهطك

(١) سورة النساء: الآية ٥٩.
فقد ذكر المفسرون وغيرهم أن المراد ب‍ (أولي الأمر) هم علي (عليه السلام) والأئمة من ولده.
راجع: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: ج ١ ص ١٨٩ ح ٢٠٢ - ٢٠٣، التفسير الكبير للرازي: ج ١٠ ص ١٤٤، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ص ١٣٤ و ١٣٧ ط الحيدرية و ص ١١٤ و ١١٧ ط إسلامبول، فرائد السمطين: ج ١ ص ٣١٤ ح ٢٥٠، إحقاق الحق للتستري : ج ٣ ص ٤٢٤.
(٢) سورة الشعراء: الآية ٢١٤. فقد روي أنه لما نزلت هذه الآية جمع النبي (صلى الله عليه وآله) عشيرته وكانوا أربعين رجلا ووضع لهم طعاما وبعد أن فرغوا قال لهم (صلى الله عليه وآله): يا بني هاشم من منكم يؤازرني على أمري هذا؟ فلم يجبه أحد فقال علي (عليه السلام): أنا يا رسول الله أؤازرك، قالها ثلاثا، وفي كل مرة يجيب علي أنا يا رسول الله فأخذ برقبته وقال: أنت وصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا. وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة فقد رواه جل الحفاظ والعلماء.
راجع: شواهد التنزيل للحسكاني: ج ١ ص ٤٨٥ ح ٥١٤ و ٥٨٠، ترجمة الإمام علي ابن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: ج ١ ص ٩٧ - ١٠٥ ح ١٣٣ - ١٤٠، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج ١٣ ص ٢١٠ و ٢٤٤، تاريخ الطبري: ج ٢ ص ٣١٩ - 321.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست