مأساة الزهراء (ع) - السيد جعفر مرتضى - ج ١ - الصفحة ١١٦
ونقول في الجواب:
إن معنى التعارض في الروايات هو أن تكون الروايات متكاذبة في ظاهرها، تثبت هذه شيئا وتلك تنفيه، أو العكس، فإذا لم يمكن الجمع بينها، فلا بد من الطرح لهما، أو لإحداهما، إذا وجد مرجح للآخر..
والأحاديث التي تحدثت عن مصحف فاطمة ليست كذلك، حيث يمكن الجمع بينها، إذ قد يكون هذا الكتاب " المصحف " - سمي بذلك لأنه صحف مجتمع بعضها إلى بعض - قد كان قسم منه بإملاء رسول الله (ص) وكتابة علي (ع)، والقسم الآخر من إملاء الملك لفاطمة وكتابة علي (ع). وقد كتب بعد وفاة رسول الله (ص)، حيث كان ذلك الملك يأتيها فيسليها. وفي هذا المصحف وصية فاطمة (ع) أيضا، فراجع (1).
وخلاصة الأمر:
إنه قد يتعلق الغرض ببيان أن الرسول كان قد تصدى. لإملاء قسم مما في الكتاب، ليثبت بذلك أنه مقبول وممضى منه (ص)، إيذانا بصحة ما في المصحف، وبعظيم أهميته ومزيد شرفه.
أما الحديث الذي يتضمن: أن جبرائيل (ع) هو الذي كان يسلي فاطمة (ع)، فلا يعارض الحديث الذي يقول: إن ملكا كان

(١) بصائر الدرجات: ص ١٥٧ و ١٥٨ والبحار: ج ٢٦ ص ٤٣ والكافي: ج ١ ص ٢٤١.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست