إمامنا (عليه السلام) فاز في المفاخرة على العباس عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أم إمامكم؟
نقل الواحدي في كتابه المسمى (أسباب النزول) أن الحسن، والشعبي، والقرطبي، قالوا: إن عليا (رضي الله عنه)، والعباس، وطلحة بن شيبة، افتخروا فقال طلحة: أنا صاحب البيت مفتاحه بيدي ولو شئت كنت فيه. وقال العباس (رضي الله عنه): وأنا صاحب السقاية والقائم عليها. فقال علي (رضي الله عنه): لا أدري، لقد صليت ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد في سبيل الله. فأنزل الله تعالى (أجعلتم سقاية الحاج، وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر، وجاهد في سبيل الله، لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين. الذين آمنوا، وهاجروا، وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون) (1) (2).
الرضوي: هاتان الآيتان تشهدان بصحة إيمان إمامنا علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقبول جهاده في سبيل الله، وبتفضيله على من تعرضا لمفاخرته، فهل لإمامكم موقف كهذا الموقف المشرف، يرفع فيه رأسه عاليا؟ الوحي ينزل من السماء بتصديقه في إيمانه، وجهاده في سبيل الله، ومنوها بعظيم مقامه عند الله، فهل من مدكر؟
وقد ذكرت هذه المفاخرة التي خلدت لإمامنا ذكرا وفضلا على غيره عدة من كتب السنة، ذكرت أسماء جملة منها في كتاب (علي في القرآن فأين تذهبون؟).
إمامنا (عليه السلام) لم يكره أحدا على أخذ البيعة منه له بالخلافة لزهده فيها، وإمامكم كان يكره الناس عليها لحرصه عليها فانظر أيها القارئ اللبيب إلى ما سنذكره من سيرة إمامنا وإمامكم في ذلك بعين العدل