الرضوي: فإذا كان الأستاذ الباقوري قال هذا عن عقيدة اكتسبها على أثر تعمقه في أبحاثه الإسلامية كان لا محاله قد اتقى إخوانه السنة في تسننه حيث جهر بما تعتقده الشيعة الإمامية في إمامها (عليه السلام) وإنما لم يعلن تشيعه لآل البيت وانضمامه إلى جانب شيعتهم (كما أعلن غيره ممن ستتعرف عليهم في هذا الكتاب) لمصلحة رآها، وهي خوفه على حياته، أو على ذهاب مقامه من وزارته ومكانته في مجتمعه. فإن من يرى للإمام (عليه السلام) هذه المنزلة القريبة من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (ويعتقد أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو أفضل خلق الله إطلاقا) استحال أن يقدم عليه من هو دونه في الخلافة، اللهم إلا أن يكون يهوديا نسبا، أو مقلدا لليهود عملا، وفي غير هذين الفرضين يستحيل ذلك.
نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر بسد باب إمامكم الشارعة إلى مسجده، بأمر من الله تعالى وترك باب إمامنا (عليه السلام) مفتوحة إليه بأمر من الله تعالى بهذا جاءت الأخبار، ورواها حملة الآثار عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، من طرقكم وبأسانيد رواتكم، وسجلها المحدثون منكم في مسانيدهم، ونقلها عنهم علماؤكم في كتبهم.
روى الحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي عن عبد الله بن الرقيم الكناني، قال: خرجنا إلى المدينة زمن الجمل، فلقينا سعد بن مالك بها، فقال: أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد، وترك باب علي.
قال الهيثمي: رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار، والطبراني في الأوسط. وزاد: قالوا يا رسول الله سددت أبوابنا كلها إلا باب علي (1).
قال: ما أنا سددت أبوابكم، ولكن الله سدها.
وعن علي بن أبي طالب قال: أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيدي فقال: إن موسى سأل ربه أن