تروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه لعن المحابي، وأنت تحابي (1) فتخالف عن علم وعمد سنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
روى ابن قتيبة الدينوري وهو من أولياءك عنك وهو يذكر محاباتك عمر بن الخطاب في استخلافك إياه فقال: دخل عليه المهاجرون والأنصار حين بلغهم أنه استخلف عمر. فقالوا: نراك استخلفت علينا عمر وقد عرفته، وعلمت بوائقه فينا (2) وأنت بين أظهرنا فكيف إذا وليت عنا وأنت لاق الله عز وجل فسائلك، فما أنت قائل؟... (1) فلم تعبأ بقول واحد منهم، لا من المهاجرين، ولا من الأنصار، وأصرت على رأيك في استخلافك عمر، أكان عمر أولى بمقام الخلافة من الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) فحابيته وأنت تعلم أن عليا هو ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيد أهل بيته، وباب مدينة علمه، ومن أنت رويت فيه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: علي مني كمنزلتي من ربي.
لا يجوز على الصراط إلا من كتب له علي الجواز. النظر إلى علي عبادة (3) إلى غيرها من الأحاديث التي رويتها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مما أشاد (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها بشخصيته وأبان فيها عن عظيم قدره ومنزلته عنده. روى السيوطي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: أيما رجل استعمل رجلا على عشرة أنفس علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل فقد غش الله، وغش رسوله، وغش جماعة المسلمين (4) فما أعظم ما أتيت به يا أبا بكر.
وهذا أحمد بن حنبل وهو من أولياءك أيضا يا أبا بكر روى عنك أنك قلت ليزيد بن أبي سفيان لما بعثته إلى الشام...
فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، حتى يدخله جهنم...