في جوابك: إن الناس أحبوا عليا من أجل حب الله إياه، إذ كان حب الناس آية ودليلا على حب الله، وفي هذه الحال لا يملك سائلك إلا أن يلوذ بالصمت، قانعا أعظم القناعة بما وقفته عليه، وقدته إليه، مما قرره أوضح تقرير الحديث النبوي الشريف، على أنك مستطيع أن تجد سببا يجعل حب الناس لعلي مستمدا من حبهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم). ذلك أن بين سيرته وسيرة رسول الله تشابها يوحي بأن الله تعالى آثر للإمام أن يكون أقرب الناس إلى رسول الله قرابة لحم ودم، وقرابة نفس وروح، وقرابة سيرة وتاريخ (1).
الرضوي: ونحن نحمد الله تعالى على أن منحنا عقلا هدانا إلى اختيار هذا الإمام الذي هو أحب الخلق إلى الله تعالى، وإلى رسوله (ص) ورفضنا غيره ومن هو دونه من البعداء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، بعداء في اللحم والدم، بعداء في النفس والروح، بعداء في السيرة والعمل، بعداء في البيت والنشأة والأخلاق، حمدا لا حد له ولا منتهى.
إمامنا (عليه السلام) له منزلة عند نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) ليست لإمامكم تلك المنزلة عنده روى مسلم مسندا عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعدا فلقيت سعدا فحدثته بما حدثني عامر، فقال:
أنا سمعته، فقلت: أنت سمعته؟ فوضع إصبعيه على أذنيه فقال: نعم، وإلا فاستكتا (2).
وقال ابن حجر العسقلاني وروى قوله (صلى الله عليه وسلم) لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى