فخرج بالفواطم. فاطمة بنت النبي، وفاطمة بنت أسد، (أم علي)، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب... (1).
نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) آخى بينه وبين إمامنا (عليه السلام) ولم يواخ بينه وبين إمامكم وهذه من أعظم فضائل إمامنا (عليه السلام) وأرقاها، وأفضل مناقبه وأسناها، فلو لم ير نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي اصطفاه الله من خلقه، وفضله على كافة بريته، في إمامنا من صفات اختص بها، لم تكن واحدة منها في واحد من المسلمين، وصفات شاركه فيها غيره، إلا أنها كانت فيه أكمل وأفضل مما هي فيهم، لما اختاره أخا له، وقال: قد اخترت من اختاره الله لي عليكم عليا (2) فهل من مدكر؟
روى الحاكم عن ابن عمر، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آخا بين أصحابه، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف. فقال علي: يا رسول الله، إنك قد آخيت بين أصحابك، فمن أخي؟ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أما ترضى يا علي أن أكون أخاك؟ فقال علي: بلى يا رسول الله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنت أخي في الدنيا والآخرة (3) وروى المتقي الهندي عن علي: آخى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين عمر وأبي بكر وبين حمزة بن عبد المطلب، وزيد بن حارثة، وبين عبد الله بن مسعود وسعد بن مالك، وبيني وبين نفسه (4).
وقال محمد بن طلحة الشافعي: وأما مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إياه وامتزاجه به، وتنزيله إياه منزلة نفسه، وميله إليه، وإيثاره إياه فهذا بيانه، فإنه روى الإمام الترمذي في صحيحه عن زيد بن أرقم (رضي الله عنه) أنه قال: لما آخى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أصحابه، فجاء