صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٧٣
الصفات على الله بغير المعنى المتعدد لا يصح.
وفي ختام هذه اللمحة ننبه على أن القول بالاتحاد بين الذات والصفات لا يراد به الاتحاد في المفهوم وأنه لا يوجد تغاير بين عالم وقادر وحي ولفظ الجلالة بل يراد به الاتحاد في المصداق وأن المعنى لهذه المفاهيم واحد لا تعدد ولا تكثر فيه.
هذا مضافا إلى أن القول بالتغاير يوجب افتقار الذات إلى الغير وهو خلاف ما صرح به القرآن من الغنى المطلق للذات (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) (سورة فاطر: آية 15).
* * * ملحق (3) العلم بالجزئيات:
الله عالم بكل شئ وعلمه بالأشياء قبل تكوينها كعلمه بها بعد تكوينها، ولكنه وقع لبعض الفلاسفة شبهة في علمه تعالى بالجزئيات ولذا أنكروا علمه تعالى بالجزئيات، أما مطلقا أو أنه لا يعلم بها على وجه جزئي، بل يعلم بها على وجه كلي. والسبب في ذلك أن الجزئي يتغير فلو كان الله يعلم به للزم تغير علمه، والحال أن علمه هو ذاته فيلزم تغير ذاته وبالتالي يكون ممكنا لتغيره أو أنه يعلم بالجزئي دون تغيراته وهذا معناه أنه لا يعلم بالجزئي. ومن هنا حاول بعض الفلاسفة أن يجيب على هذا الإشكال بأن الفلاسفة لا ينكرون علمه تعالى بالجزئيات إلا أنه يعلم بها على وجه كلي، أو أن الله يعلم بها دون تغير في ذاته، بل التغير في المعلوم والاعتبار كما ورد في الباب الحادي عشر وشرح التجريد (1).

(1) مبحث صفة العلم.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست