صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٣٠
ليلة، كنزوله من على المنبر، لأن نزوله وهو مخلوق له خصائص ثابت بخلاف نزول الله تعالى. إذن لا بد من الالتزام من تنزيه الله من خصائص صفات المخلوقين، كما أفاده في هذا الموضع دون غيره من المواضع، إلا إنا لا نعجب من كونه في كل موضع يقول شيئا، بعد أن اطلعنا على ما قاله ابن بطوطة إن (في عقله شئ).
وبعد قول صاحب (فرقان القرآن بين صفات الخالق وصفات الأكوان) الفقيه الشيخ سلامة الشافعي أنه: إمام المدافعين عن بيضة أهل التشبيه، وشيخ إسلام أهل التجسيم ممن سبقه من الكرامية وجهلة المحدثين الذين يحفظون وليس لهم فقه فيما يحفظون.
أحمد بن عبد الحليم (المعروف بابن تيمية) فهو يرمي إمام الحرمين، وحجة الإسلام الغزالي بأنهما أشد كفرا من اليهود والنصارى في كتابه (الموافقة) المطبوع على هامش (منهاجه) لقولهما بالتنزيه (1) وقال عنه أيضا ب‍ (أنه من أهل الهوى) (2).
وسوف نوافيك ببعض أقوال علماء الإسلام فيه وفي مبتدعاته في فصل (ابن التيمية في الميزان).
التشبيه بصورة التنزيه:
هناك كلمات من المجسمة والحشوية لا يشك أدنى متأمل أن القول بها يستلزم التشبيه، ولكن بعض من لا يتفاعل مع اللغة العربية - إلا إذا كان هذا التفاعل بصالحه - يصرف هذه الأحاديث والكلمات الصريحة في التشبيه ويحملها على معنى آخر، وهو أن هذه النصوص تبين صفات الله تعالى لا تفهم ولا تدرك إلا أنها كصفات المخلوقين. ويتذرع في ذلك بدليل يصح أن يستدل به في بعض الموارد التي لا مجال للوجدان اللغوي والعرفي ولا للعقل أن يفهمها كالذات المقدسة، وأما

(١) فرقان القرآن، ص 61 - 62.
(2) نفس المصدر ص 66.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست