صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٧٥
هذه هي معرفة الذات التي أمر الأئمة (عليهم السلام) الناس بها وقالوا (عليهم السلام) أنه لا بد من فهم هذه المعرفة للذات المقدسة (1). فبعد الاذعان بوجود الذات المقدسة فإن البحث في علمه تعالى بالخصوص لعوام الناس غير المطلعين على دقائق الفلسفة لا يجدي، فيكفي أن يقال الله عالم لأنه أعطى العلم وفاقد الشئ لا يعطيه، ولذا فإن القرآن الكريم يثبت علمه تعالى في الآيات القرآنية التالية:
(الأنعام: 59. آل عمران: 29. الرعد 7 - 10. ق: 16).
وغير هذه الآيات التي ذكرناها. وكذلك ورد في كلمات الأئمة دون الاستدلال على ثبوت علمه لعامه الناس ببراهين معقدة ودون بيان كيفية تعلق علمه بمعلوماته باعتبار وجود تعقيد في هذه البيانات ولا يمكن الاستفادة منها إلا لمن خبر الفلسفة.
ملحق رقم (4) الله واحد:
إن إطلاق الصفات على الله تعالى يختلف عن إطلاقها على مخلوقاته، فعندما نصف الله بأنه واحد أحد فهذه الوحدة الإلهية والأحدية لا يشاركه فيها غيره، لأن ما عداه مركب أو محتاج. وأما البسيط في ذاته بمعناه الحقيقي فهو الله تعالى ولذا جاءت كلمات أهل البيت عليهم السلام تبين هذا المعنى بأوضح بيان، فلما سئل الإمام (عليه السلام) بأن الله واحد والإنسان واحد أجاب (عليه السلام) بأن هذا مستحيل وذلك لأن الإنسان وإن أطلق عليه واحد فإنه يخبر أنه جثة واحدة

(1) توحيد الصدوق ص 192.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 » »»
الفهرست