صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٧٧
جميع الأفعال صادرة منه تعالى ولا مؤثر في الوجود غيره، بل التأثير بالاستقلال له لا لغيره، إلا أن جعل التأثير لله ليس معناه سلب التأثير عن العلل الأخرى التي جعل الله لها التأثير، لأن تأثير العلل الأخرى ليس بالاستقلال بل يستند إلى الله تعالى، وبعبارة علمية أن تأثيرها ليس في عرض تأثير الله بل في طوله، بمعنى أن الله أجرى النظام على هذه الكيفية، وكما ورد في الحديث عنهم عليهم السلام (أبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها) ولكن هذه الأسباب تستمد سببيتها منه تعالى ولذا أورد (اللهم يا سبب من لا سبب له يا سبب كل ذي سبب يا مسبب الأسباب من غير سبب) (1). فالأسباب والعلل لها تأثير لا كمال يزعم الأشاعرة أنه لا تأثير لها لأن ذلك خلاف ما ورد في القرآن الكريم من الآيات التي تنص على أن لهذه العلل تأثير في معلولاتها، إلا أن تأثيرها ليس من لدن نفسها بل مستمد من الله، ولذا صرح القرآن بتأثيرها منها قوله تعالى (فالمدبرات أمرا) (النازعات: آية 5).
وقوله تعالى (وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعنان ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعضا في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) (الرعد: آية 4).
فالآية دالة على أن الماء له تأثير في إنبات الزرع والآية الأولى دالة على أن هناك موجودات تتولى التدبير وأسند الله التدبير إليها.
وقوله تعالى (وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم) (البقرة:
آية 22). فالآية تبين دور الماء في إخراج النبات ولكن الماء منزل من الله وليس تأثيره في عرض تأثير الله تعالى.
وقوله تعالى (أولم يروا إنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا تبصرون) (السجدة: آية 27).

أدعية الرزق مصابيح الجنان.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 » »»
الفهرست