صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٧٢
لم تكن ثم كانت بل هي هو وهو هي لا تعدد، ولذا ورد في الحديث أن الله عالم ولا معلوم وخالق ولا مخلوق (1).
فهذا الكلام عن الله يدلل على أن العلم لم يطرأ على الذات بل العلم هو الذات والذات هي العلم، وهناك أحاديث كثيرة تنفي الصفة عن الله تعالى وهي تشير إلى أن الذات المقدسة لا تتصف بصفة هي غيرها بل لا صفة لله تعالى بهذا النحو، لأن إثبات الصفة بهذا النحو يعني التعدد والتركيب وبالتالي رجوع واجب الوجود إلى ممكن الوجود تعالى الله عن ذلك. فقول الإمام الرضا (عليه السلام) (إن نظام توحيده نفي الصفات عنه) (2) يريد به ما تقدم من المعنى الذي أوضحناه وكذلك قوله (عليه السلام) (لشهادة العقول إن كل صفة وموصوف مخلوق وشهادة كل مخلوق أن له خالقا ليس بصفة ولا موصوف وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران).
فهذا النحو من الروايات التي تنفي التعدد وتنفي الصفة وأن القول بأن لله صفة قول بأن الله مخلوق كما في هذا الحديث المتقدم يراد من هذا النفي للاتصاف بصفة هي كصفة المخلوق تدلل على التعدد والتركيب والاحتياج تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
ولذا جعلت الأحاديث من يوصفه بهذا الوصف فقد جهل الله (فقد جهل من استوصفه) (3). وأن القائلين بتجزئة الله تعالى هم الذين يصفونه (4) وهم الملحدون فيه، بل صفات الله تعالى ليست كالحدود الماهوية تحدده لقولهم عليهم السلام (ولا تحده الصفات) (5)، لأن الصفة هي نفس الذات والشئ لا يحد نفسه فإطلاق

(1) توحيد الصدوق ص 38.
(2) توحيد الصدوق ص 34.
(3) توحيد الصدوق ص 36.
(4) توحيد الصدوق ص 37.
(5) توحيد الصدوق ص 37.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست