صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٦
تمهيد:
لا شك أن العقل له الدور الفاعل في فهم الشريعة وأسرارها وإدراك معاني التوحيد الإلهي، كما أنه لا مجال للتقليد في العقائد عند المسلمين الشيعة، بل يوجبون على كل مؤمن أن يبحث ليحصل له ما يعتقده بالدليل، ويحرمون التقليد ومعنى ذلك أنه: (لا يجوز - بنظر الشيعة - أن ينصاع المؤمن إلى أي كان في أخذ عقيدته) بل عليه أن يفكر ويتأمل في قضايا العقيدة، ولا يتلقى ما يقوله الآخرون دون إدراك لمضامينه، لأن الكذب والافتراء من أجل الدنيا أو بطابع الميل إلى المحيط والبيئة يكثر وبالتالي فسوف يكون إيمانه غير مبتن على أسس رصينة لا تؤثر فيها الأهواء فينجرف مع كل ناعق ويتأثر به.
ولذا نرى الشباب في الوطن الإسلامي كيف تأثروا بالمبادئ الوضعية وكان التأثر ناتجا من عدم إتاحة الحرية الفكرية للشاب في أن يتأمل ويناقش ليصل إلى الحق بنفسه، ويستهدي بنور العقل مستضيئا بآيات القرآن الكريم التي تحث على جعل العقل ميزانا بين الحق والباطل، وليست حجية العقل في الأمور العقائدية من مختصات الشيعة، كما أن عدم جواز التقليد في العقيدة كذلك لورود الأحاديث في مصادر الشيعة والسنة ولأقوال العلماء من الفريقين بعدم جواز التقليد.
إلا أنه مع الأسف الشديد أن أصحاب الأطماع الدنيوية ألغوا دور العقل وشلوا فكر الشباب عن التأمل في آفاق العلم الإلهي، ومسائل العقيدة الإسلامية، ولم يسمحوا لكتب العلماء الصالحين أن تنتشر بين المسلمين ليعوا أن الوضع المعاش وأن الدعاية المكثفة التي يقوم بها (الوهابيون) إنما هي لإسدال الستار على كلام علماء الإسلام من الشيعة والسنة لكي لا تنتشر فتبدد الظلام الحالك الناشئ من أوهامهم.
وإليك الآيات والأحاديث الواردة من الفريقين، وكلمات علماء الإسلام من السنة الغير المجوزة للتقليد ليتضح لك الحق جليا وأنه لا بد من تحكيم العقل، وإلا
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست