علما ويستحيل أن يكون العلم عالما أو العالم علما، ومن المعلوم أن الله عالم ومن قال: إن علمه نفس ذاته، لا يصح له أن يقول: إنه عالم، فإذا بطل هذا الشق تعين الشق الثاني وهو أنه يعلم بعلم يستحيل أن يكون هو نفسه (1).
إيضاح رأي الشيعة والمعتزلة:
أنا ما أوضحه في كون العلم يغاير الذات وإن العلم يستحيل أن يكون عالما نظر فيه إلى عالم الألفاظ وما يقوله المعتزلة والشيعة من كون العلم هو الذات الإلهية ليس اللفظ، بل معنى اللفظ، ومن خلال إدراكنا أن المراد بالاتحاد بين الذات والصفات ليس اللفظ بل ما ينطبق عليه اللفظ من المعنى لا يرد نقضه بقوله لصح أن يقال يا علم الله اغفر لي، إذ العلم مصدر من الناحية اللفظية يتغاير مع الاسم فلا يجوز لغة أن ينادى المسمى بالمصدر بل بالاسم.
رأيه في الصفات الخبرية:
أما الصفات الخبرية فهو يثبتها لله تعالى بلا تشبيه ولا تكييف، قال: وإن الله استوى على عرشه كما قال: (الرحمن على العرش استوى) (سورة طه: آية 5) وأن له وجها بلا كيف كما قال:
(ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) (سورة الرحمن: آية 27) وأن له يدين بلا كيف كما قال: (خلقت بيدي) (سورة ص: آية 75).
وقال سبحانه: (بل يداه مبسوطتان) (سورة المائدة: آية 74) وأن له عينا بلا كيف كما قال: (تجري بأعيننا) (سورة القمر: آية 14) (2).