صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٦٢
ورد العلامة الدجوي عليه لأنه ذهب إلى أن توحيد الربوبية لا يستلزم التوحيد في العبادة، وأن الرسل جاءوا بالثاني لا بالأول، فرد عليه العلماء ومنهم الدجوي إن من يعتقد أن الله ربه فسوف يقر أنه هو المستحق للعبادة لا غيره، لأن بين التوحيدين تلازم لأن القرآن يقول: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وشهدهم على أنفسهم ألست بربكم) ولم يقل: ألست بإلهكم، لأن إثبات توحيد الربوبية هو إثبات لتوحيد الألوهية والعبادة والشرك يأتي من تسوية ما دون الله بالله كما قال تعالى: (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين) فاعترف المشركون إن ما يدعونه مع الله سواء لا تفاضل وليست هناك ربوبية له على هؤلاء الشركاء.
السابع عشر - العلامة الشيخ سلامة القضاعي شيخ الشافعية بمصر:
قال في تقرير التوحيد الذي عليه أهل السنة والجماعة يجب: (أن يكون الله منزها عن التركيب وقبول الانقسام وكل ما هو من خصائص المادة والأجسام، بذلك نطق كتاب الله لقوم يسمعون، ونادت بهذا آياته من ألقى إليها السمع وهو شهيد وعلى ذلك أطبق أهل السنة الذين لم يصابوا بما أصيب به أهل الهوى من مرض التشبيه والتجسيم الذي أصيب به اليهود من قبلهم، ووقع فيه النصارى من بعدهم، والعجب أنك ترى إمام المدافعين عن بيضة أهل التشبيه وشيخ إسلام أهل التجسيم ممن سبقه من الكرامية وجهلة المحدثين الذين يحفظون وليس لهم فقه فيما يحفظون أحمد بن عبد الحليم المعروف ب‍ (ابن تيمية) يرمي إمام الحرمين وحجة الإسلام الغزالي بأنهما أشد كفرا من اليهود والنصارى في كتابه (الموافقة) المطبوع على هامش منهاجه لقولهما بالتنزيه وهما لم ينفردا به، بل هو قول المحققين من علماء الملة الإسلامية من الصحابة فمن بعدهم (1).

(١) فرقان القرآن، ص 61 - 62.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست