صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٧١
فعلى تأويل نفي العدم (1) وغاية ما يصل إليه الموحد أنه يحقق ولا يمثل (2) ومعرفته بأنه لا ينال بجوب الاعتساف كنه معرفته (3).
* * * ملحق (2) الصفة عين الموصوف:
المعنى الدقيق لقولنا الصفة عين الموصوف والفارق الأساسي بين الاتحاد بين الصفة والموصوف في الممكن والاتحاد في واجب الوجود:
هناك اتحاد بين الصفة والموصوف في الممكن، فعندما نصف إنسانا بالعلم فلا يوجد تعدد بين ذات الإنسان والعلم الذي يتصف به، بل العلم والذات شئ واحد.
فهل اتحاد صفات الله بذاته بهذا النحو الذي نتصوره في وصفنا الإنسان بالعلم أو له معنى آخر يغاير هذا المعنى؟ الصحيح أنه يوجد فارق أساس بين الصفة التي يتصف بها الممكن وبين الصفة الذاتية لله تعالى، لأن صفة الممكن يمكن التفكيك بينها وبين الموصوف في الذهن على الأقل، ولكن الصفة الذاتية لله هي نفس الذات المقدسة وليست شيئا آخر يغاير الذات، بينما الممكن بعض صفاته لم تكن ثم كانت أي لم يتصف بها منذ وجوده تم اتصف بها كالعلم فإننا نلاحظ الإنسان لا يولد عالما فهو إنسان دون علم ثم يتعلم فيوسم بالعلم فهنا الصفة لم تكن معه وكان هو مجردا منها ثم اكتسبها واتحدت معه، إلا أن هذا الاتحاد يختلف عن الاتحاد في الصفة الذاتية لله تعالى لأن الصفة هي ذاته وليست مثل صفة الممكن

(1) توحيد الصدوق، ص 73.
(2) توحيد الصدوق، ص 74.
(3) توحيد الصدوق، ص 52.
(٧١)
مفاتيح البحث: الشيخ الصدوق (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست