والثانية: إنه أنكر تأثير الله في الأشياء وادعى أن الأشياء فيها قوة مؤثرة في نفسها (1).
ولم نرد في هذا الفصل أن ننقل كل ما قاله العلماء في ابن تيمية إلا أن ما أتينا به فيه الكفاية لمن اتبع الحق وأعرض عن الهوى في اجتناب هذه الأباطيل التي قال بها، وبعد هذا العرض الموجز لآراء أعلام السنة والجماعة يتبين أن خلاف الوهابيين ليس مع الشيعة وإنما هو مع جميع المسلمين ما عدا ثلة قليلة اتبعت ابن تيمية وإلا فعلماء المسلمين من المذاهب المختلفة لا يوافقون ابن تيمية في آرائه ويرونه كافرا أو فاسقا وانظر كتاب الرسائل السبكية (2) للحجة تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الكبير المتوفى (سنة 756) فقد أورد في هذا الكتاب آراء أعلام السنة من معاصريه وكيف أنه استتيب بحضور علماء المذهب الأربعة، ورجع بحضورهم عن آرائه الفاسدة المفيدة للتجسيم، وقال إنه لا يعلم ما هو المراد من ظاهر الأحاديث والآيات القرآنية (3).
وقد ذكر العلماء الذين عاصروه أو قاربوا عصره، وأنكروا عليه العلامة السبحاني في كتابه القيم الملل والنحل من ص 35 - 63 الجزء الرابع.