صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٦١
الخامس عشر - الإمام عبد المجيد الفاسي:
قال في كتابه الذي يرد فيه على آراء ابن تيمية وهذا مجمل من القول قد فصله العلماء قبلنا بما لا مزيد عليه فيما صنفوه لرد مفتريات ابن تيمية شكر الله سعيهم ولولا ما قاموا به من ذلك لانقلبت البلاد الإسلامية كلها إلى براكين من الأخطار التي لا يعلم مدى أضرارها إلا الله عز وجل (1).
السادس عشر - العلامة الشيخ يوسف الدجوي:
قال في رد رأي ابن تيمية فيما ذهب إليه وتفرد به في التوحيد، في مجلة الأزهر وهذه البدعة من مبتكراته قد اغتربها ناس، فقالوا بكفر من عداهم من جماهير المسلمين وسفكت في ذلك دماء لا تحصى، وقد ألفت الكتب الكثيرة في رد هذه البدعة وفروعها بين مطول قد جود صاحبه ومختصر أفاد مؤلفه وأجاد، ومن عجيب أمر هذا الرجل أنه إذا ابتدع شيئا حكى عليه إجماع الأولين والآخرين كذبا وزورا وربما تجد تناقضه في الصفحة الواحدة فتجده في منهاجه مثلا يدعي أنه ما من حادث إلا وقبله حادث إلى ما لا نهاية له في جانب الماضي ثم يقول: وعلى ذلك أجمع الصحابة والتابعون وبعد ذلك يحكي اختلافا لحق الصحابة في أول مخلوق ما هو؟ أهو القلم أم الماء، وبين ما تراه يتكلم بلسان أهل الحق المنزهين إذ بك تراه انقلب جهميا وسمى كل من لا يقول بذلك معطلا وزنديقا وكافرا وقد جمع تلميذه ابن زفيل سفاهاته ووساوسه في علم أصول الدين في قصيدته النونية.
وبينما تراه يسب جهما والجهمية إذ بك تراه يأخذ بقوله في أن النار تفنى وأن أهلها ليسوا خالدين فيها أبدا، على حين يعيب ابن العربي الحاتمي بقوله: إن العذاب ينقلب عذابا على الكفار والنار كما هي أبدا وهم خالدون فيها أبدا كما قال القرآن، ويبدعه بذلك القول فأي الرجلين أدخل في البدعة احكم منصفا (2).

(١) نفس المصدر، ص ١٣٤.
(٢) فرقان القرآن، ص 135 - 136.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست