صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٦٤
الآلوسي المسمى ب‍ (روح المعاني) عند قوله تعالى: (وهو القاهر فوق عباده) مع أن المطلع على عبارة الآلوسي يجده في آخر عبارته ذكر ما يؤخذ منه أنه غير جازم بذلك ويستدل على ذلك بمثل (وهو القاهر فوق عباده) (يخافون ربهم من فوقهم) (إليه يصعد الكلم الطيب) وبقوله (ص) للجارية التي أراد سيدها عتقها: أين الله؟ فقالت: في السماء مع ما هو معلوم لفضيلتكم أنها كانت خرساء وأشارت إلى السماء كما هو منصوص في مؤلفات حجة السلام الغزالي رضي الله عنه، وقد تعرض لذلك السيد محمد مرتضى في شرحه للإحياء، ويستدل أيضا بقوله (ص) في حجة الوداع: اللهم اشهد، وأشار بإصبعه إلى السماء، ويورد على من ينازعه في ذلك سؤال الكرامية المشهور، وهو قولهم: إن نفيه عن الجهات الست إخبار عن عدمه ولا يخفى على فضيلتكم أن الكلام في الجهة شهير إلا أنه من المعلوم أن قول فضيلتكم سيما في مثل هذا الأمر هو الفصل، وأرجو أن يكون عليه إمضائكم بخطكم والختم ولا مؤاخذة، لا زلتم محفوظين ولمذهب أهل السنة والجماعة ناصرين آمين.
الجواب: إلى حضرت الفاضل العلامة الشيخ أحمد على بدر خادم العلم الشريف ب‍ (بلصفورة): قد أرسلتم بتاريخ 22 محرم 1325 ه‍ مكتوبا مصحوبا بسؤال عن حكم من يعتقد ثبوت الجهة له تعالى فحررنا لكم الجواب الآتي وفيه الكفاية لمن اتبع الحق وأنصف جزاكم الله عن المسلمين خيرا..
إعلم أيدك الله بتوفيقه وسلك بنا وبك سواء طريقة، أن مذهب الفرقة الناجية وما عليه أجمع السنيون أن الله تعالى منزه عن مشابهة الحوادث مخالف لها في جميع سمات الحدوث ومن ذلك تنزهه عن الجهة والمكان كما دلت على ذلك البراهين القطعية فإن كونه في جهة يستلزم قدم الجهة أو المكان وهما من العالم وهو ما سوى الله تعالى وقد قام البرهان القاطع على حدوث كل ما سوى الله تعالى ممن أثبت الجهة ومن نفاها، ولأن المتمكن يستحيل وجود ذاته بدون المكان مع أن المكان يمكن
(٦٤)
مفاتيح البحث: حجة الوداع (1)، الحج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست