الأوصال وبينهم علة الكائنات ومدار الموجودات أبو عبد الله (الحسين) (عليه السلام) وقد مثلوا فيه بكل مثلة:
ووجهوا نحو في الحرب أربعة * السهم والسيف والخطي والحجرا فقابلت تلكم الفوادح برباطة جأش وهدوء بال ولولا انخراطها في الاستغراق مع الله تعالى وتفانيها في الطاعة له كما أخبر أبوها الحجة (عليه السلام) بقوله: " الغالب عليها الاستغراق مع الله " لانهد قواها وساخ صبرها وتبلبل فكرها وفقدت مشاعرها ولكنها بالرغم من ذلك لم يرعها ذل الأسر ولا شماتة العدو وتراكم الرزايا وأنين الأطفال وبكاء الفواقد فلم يصدر عنها ما لا يتفق مع الخضوع للأصلح المرضي لله تعالى.
ولو كان (أبي الضيم) يعلم بضعف عزمها وتفكك صبرها لما رافقها إلى محل تضحيته لئلا يستبب من تلكم الأهوال الوقوع في خطر عظيم.