وأدهى من ذلك مشاهدتها أخيها العليل مطروحا في خيمته لا حول له ولا قوة قد أنهكه المرض والنار تشتعل في خيمته كما سرت النار في باقي خيام بيت الرسالة فصارت العلويات المروعات والأطفال يركضون من خيمة إلى خيمة حتى فروا بأرواحهم إلى البيداء والنار تلاحقهم بعد ما أحرقت كل شئ في الخيام بعد السلب، وترى عماتها وأمها وأخواتها حائرات كما شاهدت عمتها العقيلة زينب التي شاطرت الإمام الحسين في محنته، وتحملت من بعده في تدبير اليتامى والأرامل.
وقد أثرت مصيبة الرضيع تأثيرا عظيما فكل شئ كان يدور في خلدها إلا قتل عبد الله الرضيع فقد كانت تنتظر أن تستقبله، بعد أخذ أبيها الحسين (عليه السلام) إلى القوم ليسقيه وقد ارتوى، فإذا هو مذبوح من الوريد إلى الوريد بسهم حرملة لعنه الله.
أذهل سكينة قتل أخيها والمصائب التي تحملتها طيلة