إن ذلك المشهد الدامي الذي لم يمر على نبي أو وصي وقابله شهيد الدين بصبر تعجبت منه ملائكة السماوات كما في نص زيارته ترك الجفون قرحى والعيون عبرى والقلوب حري إلى يوم الانقضاء على حد تعبير الإمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا، والسيدة سكينة أبصرت كل ما جرى في ذلك اليوم وسمعت صرخة أبيها المظلوم واستغاثته وشاهدت حرائر النبوة ومخدرات الإمامة يتراكضن في تلك البيداء المقفرة حين شبت النار في مضاربهم ولا محامي يلذن به إلا زين العابدين وقد أنهكته العلة.
فلو أن أيوبا رأى بعض ما رأى * لقال بلى هذا العظيمة بلواه فلم يتضعضع صبرها ولا وهى تسليمها للقضاء الجاري ولم يتحدث المؤرخون عما ينافي ثباتها