عرفت بطلانه، وقبح صدور مثله من الحكيم في مثل هذا الموضع، وهكذا سائر معانيه.
وأما كون " المولى " بمعنى " الأولى " بالاتباع والقرب فلا شك في أنه حينئذ ليس إلا بمعنى الإمامة، بل ما ذكره من أنه بمعنى " الأولى " بالاتباع والقرب أيضا هو الإمام فإنه لولا كون علي عليه السلام إماما لا وجه لاتباعه لعدم وجوب اتباع غير الإمام والقرب إلى النبي صلى الله عليه وآله ليس إلا لمن كان بمنزلته ونفسه، وإلا فلا يحصل القرب إلى النبي صلى الله عليه وآله لكل أحد، فإذا سلم هذا الخصم كون " المولى " بمعنى " الأولى " فلا يتصور له معنى غير الإمامة.
وأما كون الإمامة المسلمة بالمآل وعند انعقاد البيعة فلا أدري أهذا جهل أم تجاهل؟ فلو قلت لأحد أبنائك أو أصدقائك: أنت أولى من غيري بعدي، أو أنت بمنزلتي بعدي، أو أنت قائم في مقامي بعدي.
هل يكون معناه تصرفه وتصديه بعد تصرفات الغير وتغييراته كيف كان ولو بعد سنين عديدة؟ فهذا معنى كلامه.
فكيف يكون هذا الكلام ظاهرا في هذا المعنى، فضلا عن الصراحة، مضافا إلى أن الظهور بل الصراحة للخلافة خصوصا بعد وجود القرائن، وخصوصا بعد فهم أبي بكر وعمر كما نقلت أنت قولهما.
أفيصح " بخ - بخ - " لهما لعلي إذا علما ذلك بعد خلافتهما بداهة أنه على هذا المعنى لكان على علي أن يقول: بخ - بخ - لهما، فإن التهنية حينئذ لأبي بكر لا لعلي، فإن خلافته عاجل ولعلي آجل، فلا مورد لتهنيتهما أصلا، بل لعله يعد من القبائح، بل يضحك به كل أحد، بل يكون التهنية والفضل والكرامة حينئذ لأبي بكر لتقدمه