فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على الرابع وقد تغير وجهه، فقال:
" دعوا عليا، دعوا عليا، إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي ".
ونظيره بأدنى تفاوت، وفي آخره: ثم قام الرابع، فقال مثل ما قالوا: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله والغضب يعرف من وجهه، فقال: " ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي " (1).
فلفظة " من بعدي " هل تكون بمعنى بعد خلافة الخلفاء، فحينئذ يكون بعده غيره، فهل يقول صلى الله عليه وآله: بعدي أبو بكر، بئس ما تحكمون.
ولعمري أنهم يتبعون آباءهم بلا علم تقليدا لهم. فظاهر كلماتهم يوحي بأنهم ليسوا من أهل العلم، وإلا فلو كانوا فصحاء بلغاء ذوو فطانة لعلموا قطعا بأنه لو كان نظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى صيرورة علي عليه السلام خليفة بعد الخلفاء لما تصح هذه التشريفات منه بمحضر مائة وعشرين ألف من الناس.
إذ حينئذ كان على الناس الاعتراض به وبعمله بمثل أن هذا التحريض والترغيب إنما يلزم في حق من هو خليفة " ابن حجر " و " الآلوسي " بلا فصل وهو " أبو بكر "، فلا مورد لعلي عليه السلام أصلا، ولا جواب لرسول الله صلى الله عليه وآله حينئذ.
ألم يكن قول " ابن حجر " مساوقا لإنكار جميع ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام.
أبهذا المنطق يقال: إن من ترك طريقة " الشيخين " كان في النار؟